على مدار الأعوام الخمسة الماضية، أصبحت قضية المهاجرين المفقودين جانبًا أكثر أهمية من جوانب عمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر (اللجنة الدولية) والحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر (الحركة) بمكوناتها الأوسع.
على مدار الأعوام الخمسة الماضية، أصبحت قضية المهاجرين المفقودين جانبًا أكثر أهمية من جوانب عمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر (اللجنة الدولية) والحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر (الحركة) بمكوناتها الأوسع.
فمن منطقة الساحل إلى مسارات الهجرة عبر البحر المتوسط والمحيط الأطلنطي، ومنطقة دارين غاب وأمريكا الوسطى، وبحر آندمان وخليج عدن، وأفريقيا الجنوبية، يتواصل اختفاء أعداد هائلة من المهاجرين على طول مسارات الهجرة المحفوفة بالمخاطر برًا وبحرًا.
طبقًا للمنظمة الدولية للهجرة، لقي ما لا يقل عن 52,000 مهاجر حتفه على مدار الأعوام الثمانية الماضية، وتعرض آلاف غيرهم للاختفاء. فلا تعرف عشرات الآلاف من العائلات معلومات عن مصير ذويها من جراء تلك الأوضاع.
ونظرًا للتعقيدات الشديدة والصعوبات التي تكتنف هذه القضية فلا تستطيع جهة معالجتها بمفردها، تتشارك اللجنة الدولية والحركة بمكوناتها الأوسع منذ سنوات عديدة مع جهات أخرى لتعزيز التعاون العابر للحدود الوطنية في البحث عن المفقودين وتلبية احتياجات عائلاتهم.
عملت الوكالة المركزية للبحث عن المفقودين كذلك على وضع أطر عملياتية ومنهجيات طبية شرعية وخوارزميات بحث ونُهج جديدة للتعامل مع العائلات المتضررة، وكذا توسيع شبكة الممارسين في هذا المجال.
ورغم ذلك، لا تقطع الدول خطوات كافية في هذا المسار بوجه عام. فبعد مرور 4 أعوام على اعتماد الاتفاق العالمي من أجل الهجرة وهدفه الثامن بشأن "إنقاذ الأرواح وتنسيق الجهود بشأن المهاجرين المفقودين"، لا يزال التقدم المحرز في الالتزامات المتعلقة
أُصدر بيان مشترك عن رؤساء اللجنة الدولية والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر والوكالات المنضوية تحت شبكة الأمم المتحدة المعنية بالهجرة يدعو الدول إلى وضع حد لوفيات المهاجرين أو اختفائهم، والبحث عن المهاجرين المتوفين أو المفقودين وتحديد هوياتهم، وتقديم الدعم لعائلات الموتى أو المفقودين وجبر الضرر الواقع عليهم.
أقيمت ندوة عبر الإنترنت في إطار الحوار بشأن الهجرة تحت مظلة الأمم المتحدة، وكان عنوانها Missing Migrants: Missing Solutions?، وشاركت في تنظيمها اللجنة الدولية والمنظمة الدولية للهجرة، وشهدت حضور ممثلين عن اللجنة الأفريقية لحقوق الإنسان، والفريق العامل التابع للأمم المتحدة والمعني بحالات الاختفاء القسري أو غير الطوعي، والفريق الأرجنتيني لأنثربولوجيا الطب الشرعي. وكان الهدف من الندوة هو زيادة وعي الدول بقضية المهاجرين المفقودين، والدفع نحو بذل مزيد من الجهود لاتخاذ تدابير ملموسة تمنع اختفاء المهاجرين وتسوية حالات المفقودين منهم، وتلبية احتياجات عائلاتهم، ما يصب في تحقيق الهدف الثامن من أهداف الاتفاق العالمي من أجل الهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية. وعُرض في الندوة أحدث البيانات والتحليلات والتوجيهات المتوفرة في هذا الشأن، كما ألقى ممارسون وممثل عن العائلات المتضررة عروضًا تقديمية تُظهر الاحتياجات على أرض الواقع والحلول الممكنة. شاهد تسجيل الندوة من هنا.
أقيمت فعالية جانبية على هامش منتدى استعراض الهجرة الدولية التابع للجمعية العامة للأمم المتحدة، شهدت عرض مبادرات رائدة بشأن المهاجرين المفقودين، مثل العرض التقديمي الذي قدمته وزارة خارجية السلفادور حول التوصيات الإقليمية المتعلقة بالمهاجرين المفقودين التي اعتمدها مؤخرًا المؤتمر الإقليمي بشأن الهجرة في الأمريكتين. وفي الإعلان الأخير بشأن التقدم المحرز، أشارت الجمعية العامة إلى الوثائق التوجيهية الصادرة عن اللجنة الدولية بشأن المهاجرين المفقودين، والتمست من أمين عام الأمم المتحدة إصدار توصيات قابلة للتنفيذ حول التعاون الدولي في قضية المهاجرين المفقودين. وبناءً على ذلك، طلبت شبكة الأمم المتحدة المعنية بالهجرة من اللجنة الدولية المشاركة في رئاسة فريق عامل مهمته وضع هذه التوصيات.
استضافت اللجنة الدولية في أيار/مايو ممثلين عن 12 دولة في شمال وغرب أفريقيا في تونس العاصمة لمناقشة مقاربة مشتركة بشأن قضية اللاجئين والمهاجرين المفقودين. وشملت قائمة الحاضرين ممثلين عن الجزائر وتشاد وكوت ديفوار وغامبيا وليبيا ومالي وموريتانيا والمغرب والنيجر ونيجريا والسنغال وتونس، وكذلك الاتحاد الأفريقي والاتحاد الدولي والمنظمة الدولية للهجرة وجامعة الدول العربية ومفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين. وفي البيان المشترك الختامي، أعرب المشاركون كافة عن أسفهم لاختفاء آلاف المهاجرين في أفريقيا كل عام، واتفقوا على الحاجة الملحة للتحرك والحيلولة دون وقوع حالات اختفاء، والبحث عن المفقودين وتحديد هوياتهم، وتلبية الاحتياجات المتنوعة لعائلات المهاجرين المفقودين. وتضمنت الخطوات الرئيسية التي اقترحها المشاركون إدماج قضية المهاجرين المفقودين في السياسات القارية والإقليمية والوطنية وأطر التعاون ذات الصلة، وتعزيز التعاون الثنائي ومتعدد الأطراف في جهود البحث، وإنشاء شبكة نقاط الاتصال الوطنية.
في اليوم الدولي للمختفين، عقدت اللجنة الدولية والاتحاد الأفريقي في مقر الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا حوارًا رفيع المستوى حول السياسات المتعلقة بالمهاجرين المفقودين والمنفصلين عن ذويهم والمتوفين. وسعى الحوار إلى زيادة الوعي حول مصير المهاجرين المفقودين وعائلاتهم، وكان إيذانًا ببداية مشاركة أوسع مع الاتحاد الأفريقي في هذا الموضوع.
وفي اليوم نفسه، أطلقت بعثة اللجنة الدولية في باريس وعدد من الجمعيات الوطنية للصليب الأحمر في أوروبا حملة تحت اسم No Trace of You، هدفها جذب الأنظار إلى آلاف المهاجرين الذين يختفون كل عام في محاولة العبور إلى أوروبا.
أصدرت بعثة اللجنة الدولية في باريس تقريرًا بعنوان إحصاء الموتى: وفيات المهاجرين المسجلة على السواحل البحرية الجنوبية لأوروبا لا تكشف سوى القليل عن حجم المشكلة. يقيّم التقرير أنشطة الاستجابة في مجال الطب الشرعي في بلدان مختلفة حول البحر المتوسط، ويطرح توصيات بشأن تطبيق نهج أكثر تضافرًا في هذه القضية. ويكشف التقرير عن العثور على 13 بالمائة فقط من الجثث ودفنها على السواحل الجنوبية لأوروبا، بل إن عدد من حُددت هوياتهم أقل من ذلك. ويطرح التقرير توصيات للدول والمنظمات حول تحديد هوية المهاجرين المتوفين، وتقديم معلومات أكثر فعالية لأفراد العائلات المتضررة.
في المؤتمر الوزاري السادس للحوار الأوروبي - الأفريقي حول الهجرة والتنمية (عملية الرباط)، الذي انعقد في مدينة قادش الإسبانية، قررت الدول الأربع والخمسين المشاركة في هذه العملية إدماج المهاجرين المفقودين في المهمة المنوطة بها، ومنح اللجنة الدولية صفة مراقب دائم (إلى جانب المنظمة الدولية للهجرة ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة). ويمثل الحوار المعني بالهجرة فرصة محورية للدفع باتجاه بذل جهود أكثر فعالية في الاستجابة للأزمة المتواصلة على طول بعض من أخطر مسارات الهجرة حول العالم.