الوكالة المركزية للبحث عن المفقودين

تُعدّ الوكالة المركزية للبحث عن المفقودين واحدة من أقدم المؤسسات التابعة للّجنة الدولية للصليب الأحمر المنصوص عليها في اتفاقيات جنيف. فإن من صميم جهود اللجنة الدولية التي تبذلها في جميع أنحاء المعمورة الحيلولة دون فقدان الأشخاص، واستعادة الاتصال بين الأفراد وعائلاتهم والمحافظة عليه، والبحث عن المفقودين، وصون كرامة الموتى؛ وضمان تلبية احتياجات العائلات.

تقدم الوكالة المركزية للبحث عن المفقودين خدماتها في جميع أنحاء العالم - لا سيما باعتبارها وسيطًا محايدًا - مباشرةً للأشخاص المتضررين من جرَّاء النزاعات المسلحة وحالات العنف الأخرى والكوارث والهجرة وغير ذلك من الأوضاع التي تتطلب استجابة إنسانية. وهي تُنسق العمل بين بعثات اللجنة الدولية والجمعيات الوطنية للصليب الأحمر والهلال الأحمر البالغ عددها 191 جميعة في شبكة الروابط العائلية.

كما تعمل الوكالة بصفتها الاستشارية على اتخاذ إجراءات من شأنها دعم وإرشاد وبناء قدرات الدول والممارسين والمنظمات الأخرى عبر مركز جمعيات الصليب الأحمر/الهلال الأحمر لإعادة الروابط العائلية (المعروف كذلك باسم المركز العالمي)

ومن بين الخدمات المباشرة واسعة النطاق التي تقدمها الوكالة المركزية للبحث عن المفقودين ما يلي:

• الكشـف عـن مصيـر الأشـخاص المفقوديـن وأماكـن وجودهـم وضمان إعــادة الاتصــال بــن أفــراد العائلات التــي تشــتتت عبر جمع المعلومات وإرسالها، ومنها الأخبار العائلية
• تلبية - الاحتياجات واسعة النطاق التي تعاني منها عائلات الأشخاص المفقودين، وذلك بالتعاون مع الرابطات والمجتمعات المحلية والسلطات والجهات الفاعلة
• السعي، عبر إقامة حوار ثنائي وسري، لضمان وفاء الدول وأطراف النزاعات المسلحة بالتزاماتها ذات الصلة بتوفير الحماية التي يكفلها القانون الدولي للأشخاص
• مساعدة الحكومات على وضع أطر وآليات معيارية للحيلولة دون دخول الأشخاص في عداد المفقودين وضمان التعامل السليم مع الجثث
•  استخدام التقنيات الحديثة وقدرات التعامل مع البيانات بهدف توحيد المعلومات وتحليلها والحفاظ عليها لتحسين عملية البحث عن الأشخاص وتحديد أماكنهم، فضلًا عن تقديم إجابات للعائلات التي تبحث عن أحبائها.

تواصل الوكالة المركزية للبحث عن المفقودين التي حلّت الذكرى الـ 150 لتأسيسها عام 2021 استكشاف وتنفيذ سُبل مبتكرة لإحداث تحول في الجهود العالمية الرامية إلى الحيلولة دون دخول الأشخاص في عداد المفقودين، ولتلبية احتياجات كل من الأشخاص المفقودين وعائلاتهم.

وبالتعاون مع الشركاء في الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، تُجري الوكالة المركزية للبحث عن المفقودين أنشطة دولية متنوعة بهدف إعادة الروابط العائلية والحفاظ عليها في سياقات النزاعات المسلحة وحالات العنف الأخرى والكوارث والهجرة وغير ذلك من الأوضاع التي تتطلب استجابة إنسانية.

ودأبـت الوكالـة المركزيـة للبحـث عـن المفقوديـن علـى العمـل باعتبارها وسـيطًا محايـدًا، ومنسـقًا ومستشـارًا فنيًـا لجمعيات الوطنية للصليب الأحمر والهلال الأحمر وللـدول، في الأوضـاع التـي تتطلـب اسـتجابة إنسـانية محايـدة وغيـر متحيــزة ومســتقلة لحــالات الأشــخاص المفقوديــن واحتياجــات العائـلات المعنيــة.

يسعى مشروع البحث عن المفقودين (2018-2022) الذي أطلقته اللجنة الدولية تحت رعاية الوكالة المركزية للبحث عن المفقودين إلى جمع خبراء وممثلي الأُسر وأصحاب المصلحة الرئيسيين الآخرين من جميع أنحاء العالم من أجل بناء توافق في الآراء بشأن أفضل الممارسات، وتعزيز المعايير الفنية الحالية وتطوير معايير جديدة، عند الحاجة. وقد أتاح المشروع فرصًا للمجتمع العالمي للممارسين لتحسين الاستجابة بشكلٍ جماعي وحلّ مشكلة الأعداد الكبيرة للأشخاص الذين يدخلون في عداد المفقودين. وقد نظم المشروع مؤتمرات دولية بشأن طائفة كبيرة من الموضوعات، ووضع ونشر مجموعة من الإرشادات الفنية بالتشاور مع الخبراء من جميع أنحاء العالم، فضلًا عن تأسيس المؤتمر الدولي السنوي لعائلات الأشخاص المفقودين وإطلاق منصة مجتمعية للربط بين أكثر من 1000 ممارس من جميع أنحاء العالم. وبالتعاون من وزارة الخارجية السويسرية، بدأ المشروع في إقامة التحالف العالمي من أجل المفقودين الذي يجمع بين الدول المهتمة بالتأثير على العمل العالمي لصالح الأشخاص المفقودين وعائلاتهم.

وهذا الموقع الإلكتروني هو أحد النتائج الرئيسية للمشروع. وهو يحتوي على مكتبة تضم موارد لإفادة الممارسين، كما أنه يعزز من التطور المهني وفرص التعلُّم ويحوي سجلًا بالمنظمات العالمية والممارسين.

الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر هي أكبر شبكة إنسانية في العالم، وتكمن مهمتها في منع المعاناة الإنسانية والتخفيف من حدتها وحماية أرواح البشر وصحتهم، واحترام كرامة الإنسان خصوصًا أثناء النزاعات المسلحة وفي حالات الطوارئ الأخرى، مثل الجوائح والفيضانات والزلازل. وهي تنتشر في كل بلد، وتحظى بدعم الملايين من المتطوعين.

تتألف الحركة من اللجنة الدولة للصليب الأحمر والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر و192 جمعية وطنية قائمة بذاتها. ولكلٍ من هذه المكونات هويته القانونية الخاصة ودوره، ولكن تجمع بينها سبعة مبادئ أساسية.

وهذه المبادئ هي الإنسانية، وعدم التحيّز، والحياد، والاستقلال، والخدمة التطوعية، والوحدة، والعالمية. وكل مكوِّن من مكونات الحركة مُلزم باحترام هذه المبادئ والتمسُّك بها.