Article

الكلمة حياة: إعادة الاتصال بين أفراد العائلات داخل السودان وخارجها

العائلات / عملية البحث
الوكالة المركزية للبحث عن المفقودين / حماية/إعادة الروابط العائلية

أجبر النزاع الدائر في السودان أكثر من 4.2 مليون سوداني على الفرار من ديارهم إلى مناطق أخرى في البلاد، ودفع 800,000 آخرين إلى اللجوء إلى بلدان مجاورة (بحلول 25 أيلول/سبتمبر 2023).

28 Nov 2023
South Sudan,
Africa
ICRC | CTA

أجبر النزاع الدائر في السودان أكثر من 4.2 مليون سوداني على الفرار من ديارهم إلى مناطق أخرى في البلاد، ودفع 800,000 آخرين إلى اللجوء إلى بلدان مجاورة (بحلول 25 أيلول/سبتمبر 2023). ومنذ اندلاع النزاع في الخرطوم في 15 نيسان/أبريل 2023، عملت اللجنة الدولية للصليب الأحمر (اللجنة الدولية) وجمعية الهلال الأحمر السوداني على لمّ شمل العائلات، ومساعدتها في التوصل لإجابات شافية عن ذويها الذين فقدت الاتصال بهم. وتقدم شبكة الروابط العائلية خدمات إعادة الروابط العائلية هذه، وتضم في عضويتها اللجنة الدولية والجمعيات الوطنية للصليب الأحمر والهلال الأحمر.

وتتوفر خدمات إعادة الروابط العائلية للأشخاص الذين فروا من ديارهم، سواء إلى مناطق أخرى بالسودان أو بلدان مجاورة، ويشمل هذا النطاق المراكز المختلفة التي يتجمع فيها مواطنون سودانيون، ومخيمات اللاجئين التي تؤوي كذلك مواطنين من إريتريا وإثيوبيا وجنوب السودان، والمراكز الحدودية ومراكز العبور في الولاية الشمالية (على الحدود مع مصر) التي يوجد بها أفراد من جنسيات مختلفة.

وقد نجحنا في الفترة من أيار/مايو إلى أيلول/سبتمبر 2023 في إجراء 14,000 مكالمة هاتفية. وأجرى اللاجئون السودانيون وحدهم أكثر من 1,500 مكالمة منذ شهر تموز/يوليو. ونجح أكثر من ثلث هذه المكالمات، واستعاد 558 لاجئًا الاتصال بأقاربهم حينذاك. بينما أجرى المصابون في مرافق الرعاية الصحية في "أدري" و"أبيشي" و"نجامينا" 56 مكالمة هاتفية إجمالاً. وسجلت الفرق التابعة للصليب الأحمر كذلك أكثر من 20 طفلاً غير مصحوب بذويه لبدء عملية البحث عن عائلاتهم. فأزاحت هذه الجهود همًا ثقيلاً عن كاهل الأفراد الذين نجحوا في التواصل مجددًا مع عائلاتهم.

روضة أحمد قطير، لاجئة من دارفور، استطاعت التحدث إلى نجلها أول مرة منذ فرارها من الديار. يقيم نجلها في مصر الآن. تقول قطير: "أنا في غاية السعادة. سأنام الآن باطمئنان، فقبل ذلك، لم يغمض لي جفن، وكنت أبكي."

UN map of asylum seekers

(المصدر: مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين)

أجرت خديجة* كذلك مكالمات هاتفية بمساعدة الصليب الأحمر. تقيم هذا السيدة السودانية البالغة من العمر 37 عامًا في مخيم زابوت للاجئين في تشاد منذ نهاية نيسان/أبريل. "بسبب الفوضى التي ضربت الخرطوم، لم أعد أتلقى أخبارًا من عائلتي. كنت أنام بصعوبة طوال الأشهر الأربعة الماضية. تمكنت أخيرًا من الاتصال بشقيقي الأصغر المقيم في الخرطوم مع والديَّ. وقال لي إن شقيقي الآخر فرّ إلى مصر. نجله معي هنا، فتمكنت أخيرًا من طمأنته على أبيه."

يوجد أكثر من 418,000 لاجئ سوداني، مثل خديجة، في تشاد، معظمهم من النساء والأطفال. نجح قرابة 37% من المكالمات الهاتفية التي أجريت حتى الآن، لكن العديد من العائلات لا تزال تجهل أماكن وجود ذويها من الأزواج أو الأبناء أو الآباء أو الأشقاء، ولا تعرف يقينًا إن كانوا لا يزالون في السودان أو نجحوا في الفرار، أو إن كانوا حتى على قيد الحياة. وفي ظل استمرار العنف في دارفور، نخشى تواصل ارتفاع عدد الأشخاص الذين لا يُعرف مصيرهم، لا سيما مع الزيادة الهائلة في أعداد النازحين.

يمثل إجراء اتصالات بالمقيمين في دارفور تحديًا بالفعل، ويتفاقم الوضع بسبب عدم استقرار وسائل الاتصال، والفيضانات التي تضع مزيدًا من العراقيل أمام جهود البحث في موسم الأمطار. إضافةً إلى ذلك، لا يملك كثير من العائلات النازحة سوى القليل من المال. وفي إطار الاستجابة لتلك الظروف، أنشأت فرق الصليب الأحمر فروعًا لها في مخيمي جبل وزابوت للاجئين في مدينة "أدري" بإقليم سيلا، وفي مخيمي غاغا وفرشانا في إقليم وداي في تشاد. واستطعنا بفضل شراكتنا مع الصليب الأحمر التشادي تدريب أكثر من 30 متطوعًا للمساعدة في جهود البحث.

ومع ذلك، فإن كثيرًا من العائلات في السودان وشرق تشاد تلتمس منا المساعدة في البحث عن ذويها. وبالنظر إلى محدودية الموارد المتاحة، فإننا نوجه نداءً إلى الجهات المانحة ونحثها على تقديم المزيد من التبرعات. وسعيًا إلى وضع حد للآلام وحالة انعدام اليقين التي تعاني منها العائلات، لا بد أن نعرف ما حلَّ بالأشخاص الذين لا زالوا في عداد المفقودين.

جهود عالمية

يمتد أثر الأعمال الذي تنجزها شبكة الروابط العائلية إلى خارج حدود السودان. فكل يوم، نساعد في المتوسط 13 شخصًا على استعادة الاتصال بذويهم، في إطار التزامنا المتواصل بلمِّ شمل العائلات. وتبرز إحصائية لعام 2022 نجاح جهودنا المبذولة للكشف عن ملابسات ما حدث للمفقودين. وتقدم سلسلة إنفوجرافيك صورة ملخصة لهذه النجاحات، حيث تُظهر بالأرقام ما حققته أنشطة إعادة الروابط العائلية في جميع أنحاء العالم.