الوكالة المركزية للبحث عن المفقودين ومركز الكفاءة في مجال التفاوض الإنساني التابعان لّلجنة الدولية يطلقان حلقة عمل تجريبية لعائلات المفقودين عن التفاوض
تضطلع عائلات المفقودين بدور فاعل وشديد الأهمية في البحث عن ذويها. ومن هذا المنطلق أطلقت الوكالة المركزية للبحث عن المفقودين ومركز الكفاءة في مجال التفاوض الإنساني التابعان لّلجنة الدولية للصليب الأحمر (اللجنة الدولية) حلقة عمل تجريبية جديدة لعائلات المفقودين.
وقد وفرت حلقة العمل التجريبية للعائلات التي شاركت فيها فرصة لتبادل التجارب، وتعلم السبل التي تكفل إعدادها للتفاعل مع السلطات المعنية بشكل أفضل، وكيفية تنظيم ممارسات التفاوض القائمة. عُقدت فعاليات حلقة العمل عبر الإنترنت بلغات عدة خلال الفترة من 2 إلى 4 أيار/مايو 2023، ووصف المشاركون هذه التجربة بأنها "تفتح آفاقًا معرفية جديدة" و"ملهمة".
حضر حلقة العمل التجريبية 40 أسرة من البوسنة والهرسك والبرازيل والسلفادور وجورجيا وغواتيمالا وهندوراس ولبنان والمكسيك والمغرب ونيبال ونيجيريا وبنما وبيرو والفلبين وسري لانكا وتونس وفنزويلا.
اعتمدت حلقة العمل على أدوات التفاوض الإنساني القائمة التي طورها مركز الكفاءة في مجال التفاوض الإنساني وكيّفها لتتواءم مع التجارب التي خاضتها عائلات أشخاص مفقودين في سياقات مختلفة حول العالم. والأساس المنطقي الذي تنطلق منه حلقة العمل هو أن العائلات لا بد أن تكون دائمًا في صُلب عملية البحث عن ذويها المفقودين، بغض النظر عن كيفية اختفائهم.
كثيرًا ما تتعامل العائلات، في رحلة بحثها عن ذويها المفقودين، مع هيئات وجهات مختلفة، على سبيل المثال: عمدة المدينة/البلدة، وضباط شرطة، وأفراد النيابة العامة، ومسؤولون عسكريون، ومحافظون ووزراء، وكذلك جنود وأفراد ميليشيات محلية وزعماء دينيون وأحيانًا أفراد عائلات أشخاص مفقودين آخرين، وقد يكون بعضهم على الجانب المقابل من النزاع.
وقد تكون هذه التعاملات سريعة لا تستغرق وقتًا طويلًا أو تستمر سنوات عديدة، وقد يخيّم عليها الود والاحترام وإن كانت مشحونة بالعواطف والانفعالات، وقد لا تخلو أجواؤها من التحيز المرتبط بسبب الاختفاء، فضلًا عن انعدام الثقة وسوء الفهم بشأن سبب التعامل. من جانب آخر، قد تكون التجربة محبطة ومؤلمة للعائلات.
انطلاقًا من إقرار اللجنة الدولية بهذه التجارب والتحديات، تغطي حلقة العمل الجديدة التي تُعقد عبر الإنترنت مواضيع مثل:
وقد أُعدت حلقة العمل في إطار هدف الوكالة المركزية للبحث عن المفقودين الرامي إلى تقديم النصح والدعم للعائلات، وتعزيز قدرتها على إيصال صوتها، وتوفير حيز آمن تستطيع فيه العائلات تبادل تجاربها. وقد أدت بعض العائلات دور المنسق المساعد في أثناء فعاليات حلقة العمل، ويدرس مركز الكفاءة في مجال التفاوض الإنساني والوكالة المركزية للبحث عن المفقودين جدوى البناء على هذا الدور التوجيهي وتنظيم حلقات عمل مماثلة بشكل منتظم ضمن إطار برنامج بناء القدرات المشترك بينهما.