تنبع شبكة إعادة الروابط العائلية من صميم الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر (الحركة) وتحتل موضع القلب في عمل الجمعيات الوطنية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، واللجنة الدولية للصليب الأحمر (اللجنة الدولية) والوكالة المركزية للبحث عن المفقودين.
ديانا أروجو، مستشارة اللجنة الدولية في وحدة حماية الروابط العائلية بالوكالة المركزية للبحث عن المفقودين، تشرح هيكل شبكة الروابط العائلية والإنجازات الرئيسية التي تحققت في عام 2022.
تتألف شبكة الروابط العائلية من الوكالة المركزية للبحث عن المفقودين ووحدات إعادة الروابط العائلية في بعثات اللجنة الدولية، وخدمات إعادة الروابط العائلية/البحث عن المفقودين في الجمعيات الوطنية للصليب الأحمر والهلال الأحمر (الجمعيات الوطنية).
وتضطلع كل مكونات الحركة – اللجنة الدولية والجمعيات الوطنية والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر (الاتحاد الدولي) - بمسؤولية مختلفة تتمثل في الحفاظ على هذه الشبكة وخدماتها وتعزيزها طبقًا لاستراتيجية إعادة الروابط العائلية للحركة.
وتوجد منصات إقليمية لإعادة الروابط العائلية في العديد من بقاع العالم لإتاحة تبادل المعلومات بشكل متزايد بشأن الممارسات والتعاون والتنسيق، ووضع استراتيجيات لإعادة الروابط العائلية على المستوى الإقليمي.
تضطلع اللجنة الدولية من خلال الوكالة المركزية للبحث عن المفقودين، بالإضافة إلى مسؤولياتها المتعلقة بتنفيذ العمليات، بتنسيق العمل وإسداء المشورة وتعزيز قدرات شركائها داخل الحركة في المسائل المرتبطة بإعادة الروابط العائلية، في جميع الحالات التي تقتضي استجابة إنسانية من جانب الحركة. وتعزز الوكالة المركزية للبحث عن المفقودين الاتساق داخل شبكة الروابط العائلية، وتوفر منهجيات ومبادئ توجيهية، وتبني نظم المعلومات لشبكة الروابط العائلية بالكامل.
وتساعد في تنظيم الحلقات الدراسية التدريبية والاجتماعات الإقليمية وإجرائها لتبادل المعارف والخبرات وتعزيزها، والتخطيط لتنفيذ استراتيجية إعادة الروابط العائلية ودراسة التقدم المحرز في تنفيذها.
تتحمل كل مكونات الحركة مسؤوليات في تنفيذ الاستراتيجية. وتوجد لدينا ثلاث منصات عالمية مهمة أنشئت لدعم عملية التنفيذ: :
منبر قيادات إعادة الروابط العائلية: منتدى تشارك فيه قيادة اللجنة الدولية والوكالة المركزية للبحث عن المفقودين، مع قادة من جمعيات وطنية والاتحاد الدولي وجهات معنية خارجية، وممثلون عن السكان المتضررين وخبراء في إعادة الروابط العائلية، لدراسة القضايا المهمة بشكل جماعي، وتشكيل ملامح خدمات إعادة الروابط العائلية في المستقبل.
الفريق المعني بتنفيذ استراتيجية إعادة الروابط العائلية الذي يتألف من متخصصين في إعادة الروابط العائلية في الجمعيات الوطنية من مختلف المناطق، وكذا اللجنة الدولية والاتحاد الدولي. وقد أنشئ الفريق لمراقبة تنفيذ استراتيجية إعادة الروابط العائلية بالحركة، وتوجيهها وتقديم الدعم اللازم في هذا الشأن. وأعضاء الفريق جزء من الفرق الإقليمية المعنية بالتنفيذ.
الفريق المعني بالتطبيق، الذي أنشئ لدعم الجمعيات الوطنية واللجنة الدولية في عملية التنفيذ المنهجي لمدونة قواعد السلوك الخاصة بحماية البيانات في مجال إعادة الروابط العائلية، والترويج لها داخل الحركة وخارجها.
إننا بحاجة إلى العمل كشبكة عالمية حقيقية تنخرط في عملها مع المجتمعات المحلية لنتمكن من تحقيق أهداف استراتيجية إعادة الروابط العائلية 2020-2025، والعمل الذي تنجزه هذه المنصات الثلاث لا غنى عنه في دعم شبكة الروابط العائلية على المستويين الإقليمي وفوق الإقليمي
دفعت جائحة كوفيد-19 التي استمرت عامين إلى إجراء بعض التعديلات على أساليب العمل التي تتبعها المنصات العالمية. وقد استطاع الأعضاء الجدد والقدامى أخيرًا، في الربع الثاني من عام 2022 التواصل مجددًا وجهًا لوجه بعد انقطاع استمر أكثر من عامين، ما أتاح المضي قدمًا في تناول الموضوعات الأساسية الموجودة على جداول أعمالهم.
فقد عقد منبر قيادات إعادة الروابط العائلية اجتماعات بالحضور الشخصي في جنيف يومي 1 و2 كانون الأول/ديسمبر 2022. وكانت الأهداف الرئيسية لهذين الاجتماعين هي تقييم جهود تنفيذ استراتيجية إعادة الروابط العائلية، إذ نقترب من توقيت إعداد تقرير بشأنها في مجلس المندوبين المتوقع انعقاده في عام 2024؛ ومناقشة مسألة قائمة منذ أمد طويل وهي حشد الموارد لإعادة الروابط العائلية، وكيف يمكننا في الحركة من تحسين الأداء في مسألة توفير الموارد للخدمة الوحيدة التي نقدمها معًا؛ وأخيرًا مناقشة الكيفية التي يمكننا من خلالها إعلاء صوت الحركة، وتعزيز جهودنا في مجال الدبلوماسية الإنسانية خارج الحركة بشأن قضيتي تشتت العائلات والمفقودين.
وقد استطاع الفريق المعني بتنفيذ استراتيجية إعادة الروابط العائلية المضي قدمًا في واحد من أهدافه الرئيسية، وهو نشر البيانات السنوية المجمعة بخصوص تنفيذ استراتيجية إعادة الروابط العائلية، وهي البيانات المتحصلة من الدراسة الاستقصائية للرصد والتقييم وتجميع إحصاءات إعادة الروابط العائلية. عقدت الفرق الإقليمية المعنية بالتنفيذ عددًا من حلقات العمل الإقليمية لرفع الوعي بشأن الاستبيانات وتوضيح الأمور المتعلقة بشبكة الروابط العائلية وتقديم الدعم إليها. لدينا الآن مقارنة البيانات المجمعة للعام الأول في الدراسة الاستقصائية الأولية التي ستساعد في وضع تصور أفضل للأولويات في مسألة تنفيذ استراتيجية إعادة الروابط العائلية في الأعوام القادمة.
بينما ركّز الفريق المعني بتطبيق مدونة قواعد السلوك الخاصة بحماية البيانات في مجال إعادة الروابط العائلية، أعماله على استمرار تطوير مواد الدعم الموجهة لشبكة الروابط العائلية والسكان المتضررين لضمان الامتثال لمدونة قواعد السلوك في مجال إعادة الروابط العائلية. وقد قدَّم الفريق المعني بالتطبيق توجيهات بشأن حذف البيانات والاحتفاظ بها، وكذا برامج تدريبية للموظفين.
وبعد مرور ثلاث سنوات من العمل عبر الإنترنت بسبب جائحة كوفيد-19، أمكن استئناف غالبية الاجتماعات الإقليمية المتعلقة بإعادة الروابط العائلية بالحضور الشخصي:
اعتمدت الحركة في أثناء اجتماعات مجلس المندوبين في حزيران/يونيو 2022 قرارًا بإنشاء وسام الروابط العائلية، كما صيغت لوائح منح الوسام.
والغرض من وسام الحركة للروابط العائلية هو تكريم أفراد أو مجموعات أفراد قدموا خدمات متميزة في مجال إعادة الروابط العائلية ويعترف بجهودهم، سواء في حالات النزاع المسلح أو حالات العنف الأخرى أو الكوارث أو حالات أخرى تتطلب استجابة إنسانية، ويشمل ذلك سياق الهجرة. ويُراد من الوسام أيضًا المساعدة على الترويج لخدمات إعادة الروابط العائلية، وتعزيز ظهورها وحشد الاعتراف بها، داخل نطاق الحركة وخارجها.
وسيُمنح الوسام في المقام الأول لموظفي ومتطوعي الحركة، وسيُمنح من حيث المبدأ لخمسة فائزين بحد أقصى كل عامين بمناسبة انعقاد مجلس المندوبين. وقد عُهدت إلى منبر قيادات إعادة الروابط العائلية مهمة اختيار الفائزين بالوسام.
وتأجلت عملية الترشيح لمنح الوسام في مجلس المندوبين المنعقد في حزيران/يونيو 2022 إلى عام 2024 بسبب واقعة اختراق البيانات.