عندما يفقد شخص ما الاتصال بأحد ذويه، يمكنه التواصل من أي مكان في العالم مع دائرة إعادة الروابط العائلية التابعة لأي مكاتب الصليب الأحمر أو الهلال الأحمر، وتقديم طلب بحث عن مفقود.

ويمكن تقديم هذا الاستفسار الأولي بعدة طرق: الاتصال بالخط الساخن، أو إرسال بريد إلكتروني، أو ملء استمارة إلكترونية، أو زيارة أحد مكاتب الصليب الأحمر أو الهلال الأحمر. وعادة ما يستغرق الأمر من الجمعيات الوطنية وقتًا طويلاً لجمع البيانات وتقييمها، وتنظيم المقابلات الشخصية، وتحديد الأولويات، وتقييم كل طلبات إعادة الروابط العائلية التي تتلقاها عبر مختلف القنوات. ويُعرف هذا العمل بـ "الإدارة التمهيدية للحالات".

وحتى أعوام قليلة ماضية، كانت كل جمعية وطنية تتبع طريقة خاصة بها في التعامل مع الإدارة التمهيدية للحالات. فربما استخدمت اللجنة الدولية أداة لا تتكامل مع طريقة عمل أي جهات أخرى، وكان الاتصال بمقدمي طلبات البحث صعبًا (كان يتم إغلاق حتى 30% من الحالات بسبب عدم القدرة على التواصل مع مقدمي طلبات البحث) وكان متوسط الوقت المطلوب بين الاتصال الأولي وفتح الحالة 90 يومًا.

لذلك أطلقت الوكالة المركزية للبحث عن المفقودين في تشرين الأول/أكتوبر 2021، بالتعاون مع الصليب الأحمر السويدي، مشروعًا تجريبيًا جديدًا: مشروع البحث المتكامل عن المفقودين على الإنترنت والمعالجة التمهيدية للحالات (IOTPC).

وكانت الفكرة بسيطة؛ تدشين أداة تتيح للمستفيدين تقديم طلبات البحث عن المفقودين عن طريق استمارة إلكترونية باستخدام بوابة على الويب يستطيعون من خلالها متابعة التقدم المحرز في معالجة الحالات، وتحميل الوثائق وتغيير بيانات الاتصال. تسهِّل الأداة في الوقت ذاته للموظفين المسؤولين عن الحالات تسجيل كل الطلبات الواردة، والتواصل بشكل رقمي مع الأفراد المعنيين، وإدارة المواعيد، وفحص الوثائق، ومراقبة عدد الحالات.

وقد نجح الإطلاق التجريبي لمشروع البحث المتكامل عن المفقودين على الإنترنت والمعالجة التمهيدية للحالات بالتعاون مع الصليب الأحمر السويدي، الذي تعاون بشكل وثيق مع الوكالة المركزية للبحث عن المفقودين لتطوير الأداة. وجرى كذلك نشر المشروع ليستعين به مكتب الوكالة المركزية للبحث عن المفقودين المعني بالنزاع المسلح الدولي بين الاتحاد الروسي وأوكرانيا.

وفي تموز/يوليو، 2022، عرض السيد "ساتيا نادالا"، المدير التنفيذي لشركة مايكروسوفت المشروع في مؤتمر Microsoft Inspire السنوي تقديرًا لهذا الأداة الجديدة الناجحة.