أذربيجان: انتشال المفقودين من جراء النزاع السابق وتحديد هوياتهم

قدمت اللجنة الدولية، على مدى 30 عامًا الدعم للسلطات الأذربيجانية في جهودها للوقوف على ملابسات ما حدث للمفقودين في تسعينيات القرن العشرين من جراء النزاع المسلح الذي دار في المنطقة. وقد أطلقت اللجنة الدولية في عام 2022 مشروعًا تجريبيًا يجمع السلطات والجهات المعنية الأخرى المطلوب مشاركتها في البحث عن رفات هؤلاء المفقودين وانتشالها وتحديد هويتها، ليتسنى تقديم إجابات شافية لعائلاتهم توضح ملابسات ما حدث لذويها، ولتتمكن العائلات من دفن ذويها بكرامة واحترام.

ويركز المشروع على 6 مقابر يُعتقد أنها تضم رفات 50 مفقودًا تقريبًا. ويتبع العمل في المشروع نهجًا متعدد التخصصات؛ حيث تعمل هيئات ومنظمات متعددة معًا، يستعين كل منها بخبراته الفنية في مختلف جوانب التعامل مع الموتى. وتساعد اللجنة الدولية في تخطيط عمليات استخراج الجثث والفحوص الطبية الشرعية والتحضير لها وتنفيذها، ومطابقة الحمض النووي، ومطابقة المعلومات وتسليم الرفات البشرية (في النهاية) إلى العائلات.

وفي إطار التحضير لعمليات الاستخراج، شاركت السلطات وممارسو الطب الشرعي في عدد من الأنشطة المتخصصة. وفي أيار/مايو، رافقت اللجنة الدولية مجموعة رفيعة المستوى من صناع القرار في أذربيجان في جولة دراسة إلى اللجنة المعنية بالأشخاص المفقودين في قبرص لمعاينة آلية العمل الناجحة وأفضل ممارسات الطب الشرعي المستخدمة في العمليات. وفي تموز/يوليو، نظمت اللجنة الدولية حلقة عمل للتخطيط بالتعاون مع اللجنة الحكومية المعنية بأسرى الحرب والرهائن والأشخاص المفقودين، اجتمعت فيها السلطات المعنية بعمليات الاستخراج وتحديد الهوية. وعكف المشاركون على وضع إطار مرجعي ملموس وخارطة طريق متعددة الوكالات وخطة عمل شاملة للمشروع التجريبي.

 وفي تشرين الثاني/نوفمبر، حصل 6 أخصائيين في الطب الشرعي (أطباء بشريون من معهد الطب الشرعي، وأخصائيو آثار وأخصائيو أنثروبولوجيا من الأكاديمية الوطنية للعلوم) على دعم لحضور دورة تدريبية تقنية قصيرة نظمتها اللجنة المعنية بالأشخاص المفقودين في قبرص، لتطوير المعارف والمهارات التقنية في هذا المجال.

وفي النصف الثاني من عام 2022، اكتملت عمليات الحفر في 4 مواقع على الأقل. ونجحت جهود انتشال الرفات البشرية، ويجرى حاليًا فحصها وإجراء اختبارات عليها لتحديد هوية أصحابها. وستجرى عمليات حفر إضافية في 2023. ويجرى إنشاء فرق عاملة معنية ببروتوكولات استخراج الرفات ومطابقة المعلومات وتحديد الهوية، وكذلك إحاطة عائلات المفقودين بمدى التقدم المحرز في العمل.

وقد أثبت المشروع التجريبي حتى هذه اللحظة أنه نموذج مبتكر، يؤدي العمل فيه على الحالات النشطة دورًا في تعزيز القدرات الفنية على مستويات متعددة.